شهدت فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في دولة قطر إقبالاً جماهيرياً، حيث توافد الزوار من مختلف الجنسيات للاستمتاع بالعروض والأنشطة المتنوعة، في إطار تعزيز التعاون الثقافي الثنائي بين دول قطر وجمهورية مصر العربية.
وتختتم فعاليات الأسبوع الثقافي المصري المقامة في مقر درب الساعي الدائم بأم صلال اليوم الجمعة.
بهدف تعزيز التبادل الثقافي والفني بين الشعوب، والتعريف بالثقافة المصرية، في تجربة ثرية تجمع بين الفنون والتراث والعديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة.
وأعرب سعادة السيد عمرو الشربيني، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، عن سعادته بإقامة الأسبوع الثقافي المصري في دولة قطر، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات تؤكد عمق العلاقات الثقافية بين البلدين.
وقال إن الأسبوع الثقافي المصري يُعد جسرًا للتواصل الثقافي بين البلدين، حيث يتيح للجمهور فرصة التعرف على الثقافة المصرية الغنية والمتنوعة، ويساهم في إبراز التراث الثقافي المصري العريق، كما يتيح تبادل الأفكار والخبرات بما يُثري المشهد الثقافي في كلا البلدين.
وأوضح أن الأسبوع الثقافي المصري يحظى بدعم كبير ورعاية من وزارة الثقافة القطرية، مما يؤكد على عمق التقارب القطري المصري وعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأضاف سعادته أن الأسبوع الثقافي يشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، تشمل العروض المسرحية، والمعارض الفنية، والأمسيات الشعرية، التي يشارك فيها نخبة من الفنانين والمثقفين المصريين.
وشهدت فعاليات الأسبوع الثقافي المصري أمس ندوة ثقافية بعنوان «50 عامًا على رحيل أم كلثوم»، جمعت نخبة من الباحثين والموسيقيين لتسليط الضوء على إرثها الفني. وتطرقت الندوة إلى تأثير أم كلثوم على الموسيقى العربية، حيث تميزت بصوتها القوي وأدائها العاطفي، كما ناقش المشاركون دورها في تعزيز الهوية الثقافية العربية عبر أغانيها التي لامست قلوب الملايين، مؤكدين على ضرورة تعزيز الوعي الثقافي والفني بأهمية الموسيقى العربية حول العالم.
كما شهدت الفعاليات عرضًا موسيقيًا لفرقة «كورال الشرق»، الذي لاقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، بالإضافة إلى العرض الثاني لفرقة مسرح القاهرة للعرائس بعنوان «الليلة الكبيرة»، ومسابقات للأطفال، وعروض «الأراجوز» التي أضفت أجواءً من البهجة والمرح على الحضور، فضلاً عن عروض التنورة وفرقة رضا للفنون الشعبية، وعروض الربابة والعود العربي التي جمعت بين الترفيه والتراث.
وتضمنت فعاليات الأسبوع الثقافي المصري العديد من الأنشطة التي تسلط الضوء على التنوع الغني للموروث الثقافي المصري، مثل حرفة النقش على النحاس التي تجسد جمال هذا الفن ودقته، وصناعة الفخار التي تتوارثها الأجيال عبر التاريخ، وورش الرسم التي تمنح الأطفال فرصة التعبير عن إبداعهم، بالإضافة إلى ورشة «الحدوتة» التي تروي للأطفال حكايات تراثية متنوعة.
حسن النعمة في تصريح خاص: «الأسبوع» امتداد لجسور التواصل العريقة بين البلدين
أعرب الشاعر الكبير الدكتور حسن النعمة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي،عن سعادته الغامرة باستضافة الأسبوع الثقافي المصري في الدوحة.
وأكد في تصريح خاص لـ « العرب» أن هذا الحدث ليس مجرد فعالية ثقافية عابرة، بل هو امتداد لجسور التواصل العريقة بين قطر ومصر، والتي تعود إلى جذور الحضارة العربية والإسلامية المشتركة. وقال: إن مصر، بمكانتها التاريخية والثقافية، كانت دائمًا منارة للفكر والإبداع، ومدّ الجسور بين بلدينا لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد طبيعي لعلاقاتنا العريقة. اليوم، نشهد استمرار هذا التواصل عبر هذا الحدث الثقافي الذي يعزز الروابط الأخوية بين الشعبين، ويعكس ما نطمح إليه من تكامل ثقافي يثري المشهد العربي ويعزز هويتنا المشتركة.”
وأضاف: “إن استضافة قطر للأسبوع الثقافي المصري تأتي في إطار اهتمامها المتواصل بتعزيز الدبلوماسية الثقافية، التي تشكّل الأساس المتين لأي تعاون اقتصادي أو سياسي. فالثقافة ليست مجرد نشاط إبداعي، بل هي أداة استراتيجية تعزز العلاقات بين الشعوب، وترسّخ قيم التفاهم والحوار والتعاون.” وأكد الدكتور النعمة أن هذه الفعاليات تمثل فرصة ذهبية لتعريف الجمهور القطري والعربي بالموروث الثقافي المصري الغني، سواء من خلال الفنون التشكيلية، أو الحرف التراثية، أو العروض المسرحية والموسيقية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الملتقيات تسهم في إبراز التنوع الثقافي العربي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين المؤسسات الثقافية في البلدين.
وقال: “نحن في قطر نؤمن بأن الثقافة جسر للتواصل وأداة فاعلة في تعزيز العلاقات العربية. واستضافة الأسبوع الثقافي المصري اليوم هو تأكيد على التزامنا بدعم الحراك الثقافي العربي، وتعزيز مسارات التعاون المشترك، بما يسهم في بناء مستقبل ثقافي أكثر إشراقًا للمنطقة بأسرها.