عن اهتمام تركيا وقطر بـ "مشروع نقل الغاز عبر سوريا"، كتب المستشرق ليونيد تسوكانوف، في "إزفيستيا":
لقد فتح الانهيار السريع والمفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا فرصًا جديدة لجيران دمشق. ومن المتوقع أن تظهر تركيا مرونة خاصة، حيث لا ترى في تغيير النظام السوري مجرد فرصة لحل الصراع طويل الأمد مع الأكراد لمصلحتها، بل وإحياء المشاريع الاقتصادية المطوية.
أحدها هو خط أنابيب الغاز القطري التركي، الذي كان من المفترض أن يبدأ من حقل النفط والغاز الشمالي (جنوب فارس) ويزود تركيا ودول الاتحاد الأوروبي بالغاز عبر سوريا.
وفي حال نجاحها، ستصبح تركيا أكبر مركز للغاز في أوروبا، وسوف يتدفق الغاز القطري إلى السوق الأوروبية بكميات كبيرة؛ وبالتالي سينتهي "عصر اعتماد" بروكسل على موسكو في قطاع الطاقة. على الأقل، هذه هي الصورة التي يرسمها محللو SETA؛ وقد رددتها أكبر وسائل الإعلام في تركيا.
وفي الوقت نفسه، فإن خط أنابيب الغاز القطري التركي يواجه خطر التحول مرة أخرى إلى "قلعة في الهواء". ينطوي المشروع على العديد من نقاط الضعف التي سيكون تأثيرها أكبر في ظل ظروف عدم الاستقرار السياسي في سوريا.
إحدى نقاط الضعف، عدم استقرار السلطات السورية الجديدة.
ويأتي تهديد مماثل من إسرائيل. تعزز الدولة اليهودية وجودها العسكري في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة السورية، ما يشكل تهديدًا باحتلال المناطق التي يمكن أن تمر عبرها خطوط أنابيب الغاز.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تغيير المحاورين في دمشق لا يزيل العقبة الرئيسية من جدول الأعمال، وهي التكلفة الإجمالية المرتفعة للمشروع.
ويشكل المشروع أيضًا تهديدًا للاقتصاد الوطني التركي، حيث يستمر خطر التخلف عن السداد في التزايد في تركيا، ومن المرجح أن يشكل عبئًا إضافيًا على الميزانية الوطنية ويكون في مثل هذه الظروف قاتلاً.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب