استعرضت مؤسسة حمد الطبية أحدث الخدمات العلاجية بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، الذي يعد واحدا من المستشفيات القليلة في الشرق الأوسط والوحيد في دولة قطر المخصص لعلاج السرطان.
وفي جولة ميدانية لوسائل الإعلام المحلية، تم تسليط الضوء على الأجهزة الطبية المتطورة التي يستخدمها المركز والخدمات التي يقدمها للمرضى بما يشمل العلاج الكيميائي والمناعي والهرموني الموجه، والعلاج الإشعاعي.
ويوفر المركز تقنيات علاجية متطورة تساهم في تقديم علاج دقيق وفعال، مما يساهم في تحسين معدلات الشفاء وتقليل الآثار الجانبية.
وتأتي هذه الجولة ضمن الحملة التي أطلقتها مؤسسة حمد الطبية للتوعية بالرعاية عالية الجودة التي تقدمها، والتحسينات الرئيسية التي أجرتها على الرعاية الصحية، حيث تشمل الحملة العديد من الخدمات المتخصصة.
ويركز أسبوعها الثاني على رعاية مرضى السرطان، والتعرف على عوامل الخطر المرتبطة به، وإجراء الفحوصات اللازمة لضمان حصول المرضى على الرعاية المناسبة في أسرع وقت ممكن.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد سالم الرئيس التنفيذي والمدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية، التزام المركز بتوجيه المرضى في رحلتهم العلاجية منذ البداية عبر برامج الوقاية والتثقيف المجتمعي، والكشف المبكر، والتشخيص، والعلاج، والتعافي، إضافة إلى الرعاية التلطيفية عند الحاجة.
وأوضح أن هذا النهج يتيح لكل مريض تلقي أفضل رعاية متخصصة في بيئة علاجية مريحة، تركز على توفير رعاية آمنة وعالية الجودة بأحدث التقنيات والوسائل العلاجية المتقدمة، بما يضمن تقديم رعاية بمعايير عالمية لمرضى السرطان.
وأشار إلى أن المركز يقدم رعاية متكاملة للمرضى الذين يحتاجون إلى مختلف أنواع العلاجات، كما يشرف على علاج اضطرابات الدم الحميدة والخبيثة، ويوفر عمليات زراعة نخاع العظم، إلى جانب خدمات الرعاية التلطيفية وإدارة الألم والاختبارات الجينية والعلاج النفسي.
من جانبها، أكدت الدكتورة صالحة بوجسوم البدر، رئيس قسم طب الأورام والرعاية التلطيفية بالمركز، أن المركز يعتمد على أحدث التطورات في طب الأورام، بما في ذلك الطب الدقيق والاختبارات الجينية، مشيرة إلى أن العلاجات تصمم وفقا للاحتياجات الفردية لكل مريض، مما يعزز فاعلية العلاج ويقلل الآثار الجانبية.
وأضافت أن المرضى يستفيدون أيضا من تقنيات متطورة، مثل تقنية تبريد فروة الرأس، التي تساعد في الحفاظ على الشعر أثناء العلاج الكيميائي، مما يحسن تجربتهم العلاجية، مؤكدة أن الجمع بين العلاج الطبي المتقدم والرعاية الحانية يضمن تحقيق أفضل النتائج الممكنة في كل مرحلة من مراحل العلاج.
بدورها، سلطت الدكتورة نورة الحمادي، رئيس قسم العلاج الإشعاعي للأورام بالمركز، الضوء على المزايا التي يتمتع بها قسم العلاج الإشعاعي، موضحة أنه يعتمد على أحدث التقنيات لضمان الدقة والكفاءة وتحقيق أفضل النتائج العلاجية.
وأشارت إلى أن القسم يستخدم أنظمة علاجية متطورة مثل TrueBeam وCyberKnife وEthos، التي تعد من المعايير الذهبية لعلاج السرطان عالميا، حيث يوفر نظام TrueBeam استهدافا دقيقا للأورام حتى في المناطق الصعبة، مع تقليل التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
وأضافت أن CyberKnife يمثل تقنية جراحية روبوتية لعلاج الأورام المعقدة، مثل أورام الدماغ والعمود الفقري، بينما يوفر Ethos العلاج الإشعاعي التكيفي، الذي يسمح بإجراء تعديلات فورية على خطة العلاج وفقا للتغيرات اليومية في جسم المريض، مما يعزز دقة العلاج.
وأكدت أن المركز، بفضل هذه التقنيات المتطورة إلى جانب الخبرة الواسعة لفريقه الطبي متعدد التخصصات، يحتل موقعا رياديا عالميا في تقديم العلاجات الإشعاعية الحديثة.
من جهته، أوضح الدكتور هونار شريف رئيس قسم أمراض الدم وزراعة النخاع العظمي بالمركز أن برنامج زراعة الخلايا الجذعية من النخاع العظمي في المركز يعد من بين الأكثر تطورا في المنطقة، حيث يوفر علاجات منقذة للحياة لمرضى سرطانات الدم وأمراض واضطرابات الدم الأخرى.
وأشار إلى أن المركز يضم أحدث المرافق والتجهيزات الطبية اللازمة لإجراء عمليات الزراعة، مما يضمن حصول المرضى على رعاية فعالة وفقا لحالتهم الصحية، موضحا أن فريق البرنامج متعدد التخصصات يضع خططا علاجية مصممة لكل مريض، مع توفير الرعاية الداعمة وإدارة الألم لتخفيف الآثار الجانبية وتعزيز التعافي.
وأكد أن جهود المركز لا تقتصر على تحسين معدلات النجاة، بل تمتد إلى تعزيز جودة حياة المرضى على المدى الطويل، مشددا على أن الابتكار والخبرة والرعاية الحانية تظل من أولويات المركز في مجال زراعة الخلايا الجذعية.
من ناحيته، قال الدكتور أنس حمد مدير إدارة الصيدلة بالمركز: إن الصيدلية تعتمد على أحدث التقنيات لضمان أعلى معايير السلامة والدقة والكفاءة في تحضير الأدوية لمرضى السرطان، مشيرا إلى أن أنظمة التحضير الآلي المتقدمة تضمن دقة عالية، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويعزز سلامة المرضى.
وأضاف أن الصيدلية تضم غرفة ضغط سلبي مزودة بأحدث أنظمة التهوية، لضمان بيئة معقمة وآمنة للتعامل مع الأدوية الخطرة، فضلا عن أنظمة إلكترونية متطورة تتيح تتبع كل خطوة في عملية تحضير الأدوية وإعطائها للمرضى، مما يضمن التنسيق السلس مع الفريق الطبي.
ويحرص فريق المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان على تقديم الدعم النفسي والعاطفي كجزء أساسي من عملية علاج السرطان، وتم تطوير خدمات العلاج النفسي لتلبية احتياجات المرضى النفسية وأسرهم، وكذلك لمقدمي الرعاية الصحية
وتتضمن هذه الخدمات تقديم جلسات علاج فردية وجماعية لمساعدة المرضى على التعامل مع التحديات العاطفية التي يتم مواجهتها مع بدء التشخيص بمرض السرطان وعلاجه.
كما تتوفر برامج متخصصة لإدارة القلق والاكتئاب والتوتر مما يضمن شعور المريض بالدعم في كل مرحلة من مراحل علاجه.
ويقدم المركز كذلك استشارات عائلية تعمل على تعزيز العلاقات ومساعدة أفراد الأسرة على توفير الدعم العاطفي الفعال إلى جانب برامج تعزيز صحة ورفاهية الموظفين لضمان رفع قدرتهم على تقديم رعاية إنسانية حانية والمحافظة على مرونتهم النفسية في بيئة الرعاية الصحية.