تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، افتتح سعادة السيد عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية وزير البلدية، اليوم فعاليات النسخة الثانية عشرة من معرض قطر الزراعي الدولي "AgriteQ 2025" في الحي الثقافي /كتارا/.
وحضر افتتاح المعرض سعادة الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم اختيار وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ضيف شرف للمعرض هذا العام. كما حضر الافتتاح عدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، إلى جانب كبار المسؤولين من المؤسسات والجهات الحكومية، ومسؤولي المنظمات الزراعية الإقليمية والدولية.
وأكد سعادة وزير البلدية، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الحدث يعكس التزام دولة قطر بتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة في القطاع الزراعي، باعتباره إحدى الركائز الأساسية للتنمية الشاملة في الدولة. كما رحب سعادته بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها ضيف شرف في المعرض، مشيراً إلى أن هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتعزز التعاون المشترك في مجالات الزراعة والأمن الغذائي.
وأوضح سعادته أن نسخة هذا العام تحمل أهمية خاصة، إذ تأتي عقب إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2030، التي تمثل خارطة طريق لتعزيز الأمن الغذائي ضمن رؤية قطر الوطنية 2030، عبر تطوير نظام زراعي متكامل يرتكز على زيادة الإنتاج المحلي، ودعم المزارعين، وتعزيز الشراكات الدولية، وتطبيق حلول مبتكرة لتحسين الإنتاجية وتقليل الهدر الغذائي.
وأشار إلى أن دولة قطر شهدت خلال السنوات الخمس الماضية تطورا كبيرا في الإنتاج الزراعي، بفضل الجهود المشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث نجحت الدولة في تحقيق زيادة بنسبة 50 بالمئة في إنتاج الخضروات الطازجة، وتحقيق نسب اكتفاء ذاتي بلغت 97 بالمئة في الألبان، و98 بالمئة في الدواجن الطازجة، و33 بالمئة في بيض المائدة، إضافة إلى تطبيق مبادرات رائدة مثل الزراعة المحمية ونظم الري الحديثة.
كما استعرض سعادته مجموعة من المشاريع التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الزراعي، من بينها مشروع الخدمات الزراعية المبنية على التخطيط للإنتاج، ومشروع الخدمات التسويقية لرفع جودة المنتج المحلي، ومشروع الرقمنة الزراعية بالتعاون مع "حصاد الغذائية"، وبرامج للحد من هدر الغذاء بالشراكة مع جامعة قطر، ودراسات تحليلية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لتحسين سياسات التسويق والتسعير.
وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب تكثيف الجهود وتعزيز الاستثمار في القطاع الزراعي، وتشجيع الابتكار وتأهيل الكوادر الوطنية لضمان مستقبل مستدام لهذا القطاع الحيوي، معربًا عن شكره وتقديره لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على رعايته الكريمة لهذا الحدث، ومثمنًا جهود جميع الجهات المشاركة والداعمة لإنجاح المعرض.
من جانبها، أكدت سعادة الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة أن مشاركة الإمارات ضيف شرف في المعرض تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والتعاون الوثيق في مجالات الزراعة وتعزيز الأمن الغذائي المستدام.
وأعربت عن شكرها لسعادة وزير البلدية على الدعوة الكريمة وحسن التنظيم، مشيرة إلى أن البلدين يتشاركان رؤى متقاربة بشأن القضايا البيئية والمناخية، وسبل مواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة. كما لفتت إلى أن اجتماع لجنة التعاون الزراعي والأمن الغذائي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي ترأسته قطر العام الماضي، كان شاهدا على هذا التعاون الفعال، مؤكدة أن القطاع الزراعي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف المشتركة، خاصة في ظل التحديات البيئية مثل ندرة المياه وقلة الأراضي الزراعية، مما يستدعي تضافر الجهود لإيجاد حلول مستدامة تدعم القطاع الزراعي.
وأضافت أن معرض قطر الزراعي الدولي يجسد التزام الدول المشاركة بتطوير القطاع الزراعي عبر تبادل الخبرات واستعراض أحدث الممارسات والتقنيات، مشددة على ضرورة مضاعفة الجهود في ظل معاناة 2.4 مليار شخص في العالم من انعدام الأمن الغذائي الشديد، و900 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
وأشارت إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قطعت خطوات متقدمة في تطوير نظم الزراعة الحديثة، لافتة إلى أن الإمارات تسعى، من خلال "الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي"، إلى أن تكون ضمن الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال بحلول عام 2051.
كما استعرضت بعض المشاريع الزراعية الرائدة في الإمارات، مثل مزرعة "بستانيكا" في دبي، وهي أكبر مزرعة رأسية تعتمد على الزراعة المائية في العالم، ومزرعة "آيرو فارمز AgX" في أبوظبي، أكبر مزرعة عمودية داخلية، إلى جانب إطلاق البرنامج الوطني "ازرع الإمارات" والمركز الزراعي الوطني لتعزيز ثقافة الزراعة وتمكين القطاع الخاص والمجتمع من المساهمة في تطويره.
وتزامنًا مع الاحتفال بـ"اليوم الوطني للبيئة" في الإمارات تحت شعار "جذورنا أساس مستقبلنا"، شددت سعادة الدكتورة آمنة الضحاك على أهمية إحياء الممارسات الزراعية التقليدية وتطويرها بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة، مؤكدة أن المجتمع هو الركيزة الأساسية لترسيخ ثقافة الزراعة المستدامة.
وفي سياق متصل، أشارت سعادتها إلى إعلان "COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي"، الذي حظي بتأييد 160 دولة، بالإضافة إلى مشروع مشترك بقيمة 200 مليون دولار بين الإمارات ومؤسسة "بيل وميليندا جيتس"، لدعم صغار المزارعين في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وتعزيز قدرتهم على التكيف مع تغير المناخ.
واختتمت سعادتها تصريحها بالتأكيد على التزام الإمارات بمواصلة العمل لجعل الزراعة أداة رئيسية للقضاء على الجوع وتعزيز الاستدامة الزراعية في المنطقة، مشيدة بالدور الذي يلعبه معرض قطر الزراعي الدولي كمنصة لتبادل الخبرات والحلول الزراعية المبتكرة، داعية الحضور إلى زيارة جناح الإمارات في المعرض، الذي يضم 8 جهات حكومية وخاصة و7 مزارعين إماراتيين، لاستكشاف التجربة الإماراتية في القطاع الزراعي.
وعقب الافتتاح الرسمي للمعرض، قام سعادة وزير البلدية بتدشين النسخة الثانية عشرة لمعرض قطر الزراعي الدولي، وقام بجولة تفقدية في أقسام المعرض وأجنحة الدول والجهات المشاركة، حيث أعرب سعادته والضيوف عن إعجابهم بما شاهدوه من معروضات وتقنيات حديثة، مؤكدين التقدم الواضح الذي حققه القطاع الزراعي في دولة قطر.
ويتضمن برنامج المعرض مؤتمرات وندوات متخصصة، من أبرزها منتدى الإبل، وملتقى البيو تكنولوجي، إلى جانب حلقات نقاشية حول أحدث الابتكارات الزراعية والاستدامة البيئية. كما يمثل المعرض منصة هامة لتوسيع آفاق الاستثمار الزراعي وتعزيز العلاقات التجارية والتعاون الدولي.
ويعد المعرض فرصة لتعزيز الإنتاج المحلي باستخدام التقنيات الزراعية الحديثة، مع التركيز على ترشيد العادات الاستهلاكية لتحقيق صحة أفضل واستدامة القطاع الزراعي، بما يدعم الجهود الوطنية لمواجهة تحديات التغير المناخي، ويوفر منصة مثالية لتبادل المعرفة ومشاركة الخبرات بين أبرز المتخصصين في المجال الزراعي.