على الرغم من أن الفنانين اليابانيين، إيواسا ماتابي (1578-1650) وتاكاشي موراكامي يفصل بينهما قرون، إلا أنهما يلتقيان في لحظة فريدة وغريبة في أحدث معرض لغاغوسيان: "تاريخ الفن الياباني على طريقة تاكاشي موراكامي"، والذي يُعرض في مساحة غروسفينور هيل، في لندن، حتى 8 مارس (آذار) 2025. وفي قلب المعرض، يمكن مشاهدة عمل ماتابي "راكوتشو-راكوجاي-زو بيوبو" (مشاهد في كيوتو وما حولها) (نسخة فوناكي)، وهو تحفة فنية من متحف طوكيو الوطني، وقد أعيد تفسيرها من خلال عدسة موراكامي المعاصرة، وفق موقع "آرت نت". وما يقدمه موراكامي ليس مجرد تكريم، بل إعادة بناء، وإعادة سرد لتاريخ الفن الياباني، مشبعاً باستكشافه المستمر للوقت والهوية والاستمرارية.
ويقول موراكامي: "في حين كان تاريخ الفن الياباني لفترة طويلة نقطة مرجعية في ممارستي، فإن هذه المرة الأولى التي أعيد فيها تصور عمل من الماضي بشكل مباشر، وأصبح من الواضح أن الأمر لا يتعلق ببساطة بإعادة إنشاء أو نسخ الأعمال الأيقونية، كان الأمر يتعلق بمواجهة تاريخ كيوتو الأعمق والأكثر تعقيداً، كان تحدياً للتفكير في تجارب الحرب والصراع السياسي ولحظات الانتصار والهزيمة، دفعني هذا التحدي إلى منطقة إبداعية جديدة". كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في أعماله
ويتحدث موراكامي عن كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في عمليته، فيقول: " أولاً، اشترى الاستوديو الخاص بي بصورة عالية الدقة من متحف طوكيو الوطني، ثم مسحها ضوئياً، وتحويلها إلى رسم خطي، فاللوحات الأصلية ليست واضحة تماماً ولم تنج بعض التفاصيل، لذا لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من استخراج العناصر الرسومية المطلوبة بشكل كافٍ، ولم يكن لدينا خيار سوى إعادة رسم كل شيء يدوياً، ولذلك، عمل تسعة أشخاص على الرسم ليلاً ونهاراً، ونتيجة لذلك، فإن ملامح الوجه للشخصيات ليست مقتبسة من عمل ماتابي، لكنها نسخة أصلية لموراكامي". ويتعمق المعرض في تراث كيوتو المتعدد الطبقات، وهي مدينة غارقة في التاريخ وتنبض بالخيالات الأسطورية، وبالنسبة لموراكامي، فإن المعرض شخصي للغاية أيضاً، حيث يثو: "تمثل هذه الموضوعات موتي وحقيقة أنني سأموت حتمًا".
وهذا التفاعل المشحون بين التقاليد والابتكار، يظهر فن موراكامي كاستكشاف متعدد الطبقات للتراث التاريخي والشخصي، حيث تتجاوز زخارفه الأيقونية التوقيع البصري، وتعمل كعلامات لعلاقته بالتاريخ الذي ورثه والمستقبل الذي يؤثر فيه.