قدمت أوركسترا قطر الفلهارمونية العرض العالمي الأول للسيمفونية السورية للمؤلف الموسيقي مالك جندلي في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، وذلك بالتعاون مع متاحف قطر والأعوام الثقافية، المبادرة المتجذرة في الاحتفاء بالشعوب والثقافات حول العالم من خلال التبادل طويل المدى والتعبير الفني والتعاون الثقافي، وقاد هذا العمل السيمفوني الرائد المايسترو المرشح لجائزة غرامي ألستير ويليس، وهو تكريم لمسيرة الشعب السوري المستمرة نحو الحرية والكرامة والسلام.
وتمثل السيمفونية السورية تعبيرا فنيا عميقا، يدمج النسيج الغني للتراث الموسيقي السوري في أربع حركات معبرة، وتستلهم كل حركة من الأصوات والهتافات التي برزت خلال الثورة السورية، عاكسة صمود وشجاعة وتطلعات شعبها من خلال هذه السيمفونية.
ووصف جندلي، المعروف بقدرته على المزج بين الألحان القديمة والتأليف المعاصر، العمل بأنه تكريم للروح الخالدة للشعب السوري وسعيه الدؤوب نحو الكرامة الإنسانية، مضيفا أن "السيمفونية السورية ليست مجرد مؤلفة موسيقية إنها شهادة على قوة الفن كمنارة للأمل وجسر للإنسانية".
ويمثل العرض العالمي الأول لحظة محورية في المشهد الموسيقي العالمي، حيث يجمع الجماهير لتجربة عمل سيمفوني يتجاوز الحدود ويحتفي بالقيم المشتركة للحرية والفخر الثقافي.
وجمع الحدث ضيوفا مميزين وعشاق الموسيقى وقادة ثقافيين من جميع أنحاء العالم، وشكل منصة لتسليط الضوء على الدور الحيوي للموسيقى في الحفاظ على التراث ودعم الحوار بين الأمم، وقدم هذا الحفل كمشروع إرث للعام الثقافي قطر-منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022.
جدير بالذكر أن مالك جندلي هو موسيقي سوري أمريكي، والمؤسس والرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية /بيانو من أجل السلام/، وكذلك الموسيقي الفخري لـمتاحف دولة قطر، والمؤلف الموسيقي المقيم في جامعة كوينز الأمريكية التي اختارته باحثا موسيقيا في التراث الموسيقي العربي ضمن كادرها الأكاديمي، وباحث زائر سابق في مركز الإبادة الجماعية وحقوق الإنسان بجامعة روتجرز الأمريكية.
برز اسم مالك جندلي بعد تأييده الحراك المناهض للنظام السوري والثورة في بلاده، وعمل جندلي على كتابة أوبرا كاملة وتسجيل سيمفونياته الجديدة في لندن، ضمن رحلته الموسيقية في البحث عن الجمال.