دعمنا لسوريا مرتبط باحترام الأقليات ولن نُجبر اللاجئين على العودة15 مليار يورو مساعدات ألمانيا للسوريين خلال 13 عامًا ولن تتوقفألمانيا أول دولة في العالم حاكمت مرتكبي الجرائم بحق السورييننظام الأسد أكثر الديكتاتوريات قسوة وسقوطه هو ما كنا نأمل حدوثه لسنواتأكد كليمنس هاخ سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى مملكة البحرين على موقف بلاده الداعم لبناء سوريا الجديدة، والمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار، واصفًا نظام الأسد بأنه أكثر الديكتاتوريات قسوة خلال العقود الماضية.وقال السفير الألماني، في مقابلة مع «الأيام»، إن بلاده أجرت مباحثات صريحة مع الإدارة السورية الجديدة التي أكدت بدورها على احترام حقوق الأقليات، ومبادئ حقوق الإنسان، والتسامح، مشددًا على أهمية أن تكون الحلول مبنية على جمع السوريين على اختلافهم، والابتعاد عن المنطق الطائفي الذي صنعته سياسات نظام الأسد.وأشار هاخ، الذي كان قد عمل على الملف السوري لمدة ثمانية أعوام، إلى أن بلاده استثمرت خلال عشرة الأعوام الماضية ما يزيد على 15 مليار يورو في المساعدات الإنسانية للسوريين، ودعم المعارضة السورية بالمناطق التي كانت قد تحررت من نظام الأسد «إدلب»، وتمويل المشاريع الخدمية في القطاع الطبي والزراعي وبناء المدارس، لافتًا إلى أن بلاده لن تتوقف وستستمر في تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب السوري.وفي ملف العدالة الانتقالية، أكد سفير ألمانيا أن بلاده أول دولة في العالم بدأت بملاحقة المتورطين بالجرائم والانتهاكات ضد الشعب السوري، مشيرًا إلى أن الكثير من السوريين تقدموا بالفعل بشهاداتهم أمام القضاء الألماني، إلى جانب توثيق للجرائم التي حدثت خلال عهد نظام الأسد، ومنها الفظائع التي ارتكبت في سجن «صيدنايا»، عبر منظمات المجتمع المدني التي دعمتها ألمانيا، من أجل تجهيز هذه الملفات للمحاكمة.وحول اللاجئين السوريين، نفى السفير الألماني نية بلاده إجبار السوريين على العودة إلى بلادهم، مشددًا على أن بلاده سوف تقدم المساعدة لمن يرغب من اللاجئين بالعودة إلى سوريا بشكل طوعي.وفيما يلي نص المقابلة:- في 8 ديسمبر الماضي، استيقظ العالم على رحيل نظام الأسد، بعد أن تمكنت فصائل هيئة تحرير الشام، تحت قيادة رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، من السيطرة على معظم الأراضي السورية، كيف استقبلت ألمانيا هذا التغيير الكبير؟كما تعلمون، فإن ما حدث في 8 ديسمبر أمر كنا نأمل حدوثه منذ فترة طويل، وقد فوجئنا بسرعة التغيير، ولكن شعرنا أيضًا بالقلق إزاء الأوضاع، وما قد يحدث لاحقًا، لكننا مهتمون بنجاح الإدارة الجديدة، وقد أخبرناهم توقعاتنا من السلطة الجديدة حول التسامح، واحترام الأقليات، وحقوق الإنسان، وطالما هم يحترمون هذه المبادئ، فإننا على استعداد للعمل معهم ومساعدتهم على بناء دولة يسودها القانون، والديمقراطية التي يستطيع الناس من خلالها اختيار حكومتهم.- خلال الـ14 عامًا الماضية، كان لألمانيا موقف رافض لأي تطبيع مع نظام الأسد، وكان آخرها مقترح لبعض الدول الأوروبية في يوليو الماضي رفضته ألمانيا، لكن السؤال: ماذا قدمت ألمانيا للسوريين خلال الأعوام الماضية؟لقد كان دعمنا الرئيس للسوريين يتركز على ثلاثة اتجاهات؛ الأول دعم المعارضة السورية ومساعدتهم على تنظيم أنفسهم، وأن يكون لهم صوت دولي مسموع، كما ساعدناهم على فتح مكاتب في جميع أنحاء أوروبا، وتنظيم مؤتمرات لشرح موقفهم للمجتمع الدولي، وقد تشكلت مجموعة تحت اسم «أصدقاء سوريا» التي عقدت العديد من الاجتماعات، وقد حرصنا على تقديم الدعم السياسي والمالي لكافة هذه الجهود.أما الاتجاه الثاني فقد ركز على دعم الإدارات المدنية التي تشكلت في المناطق المحررة من نظام الأسد، وعلى رأسها إدلب، والرقة قبل ظهور تنظيم «داعش»، حيث قمنا بتزويدهم بكافة المساعدات الطبية، والقطاع الزراعي، وبناء المدارس، وقد تمكنا واقعيًا من وضع بصمة ألمانية قوية في هذه المناطق التي تشكل نحو ثلث مساحة سوريا.لقد استثمرنا عشرات الملايين سنويًا لمساعدة الإدارات المحلية في إدارة هذه المناطق لتقديم الخدمات الحياتية للسكان، كما أنشأنا صندوق تمويلي دولي حظي بدعم بعض الدول العربية، ومنها الإمارات والكويت، وخصص ريعه لدعم مشاريع البنى التحتية، والمدارس والري، وجميع هذه الخدمات كانت تتم عبر التعاون مع المعارضة السورية، والاتجاه الثالث هو عملية المساءلة وتوثيق جرائم نظام الأسد.- لآخر 14 عامًا أيضًا كانت ألمانيا أكثر دولة أوروبية استقبلت أعدادًا من اللاجئين السوريين، عندما نتحدث عن نحو مليون لاجئ سوري. اليوم، وبعد سقوط نظام الأسد، هل من خطة لإعادة اللاجئين السوريين، إذا أخذنا في الاعتبار أن النظام قد طبق شعاره قبل رحيله «الأسد، أو نحرق البلد»، فهناك مناطق كاملة سويت بالأرض، مع غياب كامل لكافة الخدمات من كهرباء وماء وغيرها؟نعم، هناك مليون لاجئ سوري في ألمانيا، وبالطبع فإن هناك مخاوف لدى المهاجر حيث يخشى زيارة سوريا حتى لا يفقد وضعية اللجوء في الدول المضيفة، أما بالنسبة لألمانيا، فلدينا نقاش على المستوى الأوروبي، بحيث يسمح للسوريين بالسفر طوعيًا لسوريا، ومن ثم العودة، وما إذا قرر السوري العودة والاستقرار في سوريا فسوف نقوم بمساعدته وتأمين العودة له، لكننا لن نجبر السوريين على العودة إلى سوريا ما لم هم يختارون ذلك بشكل طوعي.وكذلك هناك نقاش حول إعادة السوريين الذين يتورطون بجرائم، وهذا أمر لم نفعله من قبل عندما كان نظام الأسد يحكم سوريا، لكن بشكل عام السوريون الذين يعيشون في ألمانيا ويتبعون القوانين، وقد اندمجوا مع المجتمع الألماني، لن يتم إجبارهم على العودة.- دعني هنا أتوقف عند الملاحقة القانونية، هل هناك ملاحقة قانونية لمن تورط بجرائم ضد السوريين خلال حكم الأسد؟لقد بدأنا بالفعل منذ عشرة أعوام مع دول أخرى بدعم منظمات المجتمع المدني، ومجموعات الأمم المتحدة التي توثق جرائم نظام الأسد، ولدينا كمية كبيرة من الملفات التي توثق الجرائم الفظيعة التي ارتكبت من قبل أجهزة الأمن والمخابرات السورية، وكانت ألمانيا أول دولة في العالم تدين مرتكبي الجرائم بحق السوريين.فهناك لاجئ سوري كان قد عمل حارسًا في أحد سجون النظام، وقام بتعذيب نحو 18 شخصًا من بينهم شخص توفي تحت التعذيب، وقد تمت إدانته، وحكم عليه بالسجن، كما أن هناك قضية أخرى ما زال الحكم فيها قيد الاستئناف، فألمانيا لم توثق الجرائم ضد السوريين فحسب، بل تلاحق مرتكبيها قضائيًا وفقًا لنظامنا العدلي التقليدي.- مع سقوط النظام، كشف النقاب عن الممارسات الفظيعة التي كانت تقوم بها أجهزة النظام في الفروع الأمنية والسجون المركزية، وأسوأها ما يُعرف بـ«المسلخ البشري» أو سجن «صيدنايا» في ريف دمشق، وهو الأمر الذي أحدث صدمة كبيرة لمن لم يكن يعرف ما يحدث في سوريا طيلة حكم حزب البعث تحت قيادة آل الأسد. ما ردة الفعل بالنسبة لألمانيا حيال هذه الجرائم التي لم يشهد العالم مثيلاً لها في العصر الحديث؟بلا شك أن نظام الأسد هو أكثر الديكتاتوريات قسوة خلال العقود الماضية، وبالنسبة لي كدبلوماسي عمل على الملف السوري لثمانية.....لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه